\\\السلآم عليكم ///
وفي
هذا الصدد يقول الدكتور أحمد حسونة الخبير بالشؤون الاقتصادية إن بداية
السياحة في فلسطين تعود إلى عصور بعيدة؛ ففلسطين بلد ذو تقاليد سياحية حتى
إن السياحة ولدت فيها لأن أقدم أشكال السياحة وهو الحج، بدأ هنا، هذا من
ناحية، ومن ناحية أخرى فان فلسطين مهوى أفئدة مؤمني العالم من أتباع
الديانات السماوية الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية وهى فوق ذلك، مهد
الحضارات البشرية ذاتها وكان من المفترض أن تشهد صناعة السياحة في الأراضي الفلسطينية
تطوراً متميزاً مع توجه دول المنطقة نحو الحل السلمي إلا أن هذه الصناعة
أصيبت بانتكاسات متتالية، حيث لم يسر النشاط السياحي في خط مستقيم نتيجة
للظروف السياسية والعسكرية والأمنية التي مرت بها الأراضي الفلسطينية
والمنطقة ككل أدت إلى تذبذب ملموس في حركة السياحة القادمة إلى المنطقة.
وأضاف
حسونة وبما أن فلسطين تتمتع بموقع جغرافي إستراتيجي هائل حيث تمتلك مجموعة
من المقومات الأساسية التي جعلت منها بلدا سياحي من الدرجة الأولى فهي
تتمتع بمقومات طبيعية جذابة أوجدها الله على أرض فلسطين ممثلة بالتنوعات
الجغرافية لفلسطين من جبال وصحاري وهضاب تشكل عوامل هامة في جذب السياح
إضافة إلى موقعها الإستراتيجي بين أضخم قارات العالم أسيا وأفريقيا فضلا
عن امتياز مناخ فلسطين بالاعتدال. بالإضافة أن فلسطين تمتلك أيضا مقومات
حضارية وتراثية ممثلة بالأسواق والقرى والمدن الفلسطينية القديمة مثل القدس ونابلس
والخليل وغزة القديمة والتي تدل على الطابع الإسلامي والعربي واليوناني
والروماني القديم وتدخل هذه المعالم ضمن عناصر الجذب السياحي لفلسطين
وتلعب دور هام في زيادة الحركة السياحية كما وتمثل فلسطين تجمعا للعديد من
الحضارات والثقافات نظرا لإنفرادها بظهور الديانات الثلاثة الإسلامية
والمسيحية واليهودية لكن رغم ذلك تدهورت صناعة السياحة في فلسطين نظرا
لعدم استتباب الأمن والأمان فيها.
وأشار
حسونة إلي أن القطاع السياحي الفلسطيني عانى من الاستهداف المباشر من قبل
الاحتلال الإسرائيلي حيث يلاحظ بأنه لم يطرأ أي تغيير يذكر على البنية
السياحية في الضفة الغربية وقطاع غزة، بل أنه شهد تراجعاً ملموساً أثر
بصورة واضحة على النشاط السياحي فضلا عن أن الإجراءات الصهيونية التعسفية
في الأراضي الفلسطينية قادت إلى حالة من الركود السياحي،أدت إلى انخفاض عدد الفنادق
في الضفة الغربية ولجأت سلطات الاحتلال الصهيوني إلى مختلف الإجراءات
والوسائل من أجل تدمير الحركة السياحية الفلسطينية وجعلها تابعة لحركة
السياحة الصهيونية، وذلك لإدراك الحكومات الصهيونية المتعاقبة أن السياحة
تدر على كيان الاحتلال دخلاً كبيراً من العملات الأجنبية ثاني أكبر مورد
للعملات الأجنبية في الدولة العبرية.